غثاء
غثاءٌ، ولا سيل يَجري بنا!
كثيرٌ … يُعدُّون فوق الكفوفْ!
وحزن وفرح، وضحك ودمعٌ
كأغنامنا؛ هددتها الحتُوفْ!
حياة وموتٌ بأرواحنا،
ولا رُوح فينا، سوى رُوح خُوفْ!
حياة البهيم، وقد ثمَّنوه!
بدولار بخسٍ، وثوب شَفوفْ!
وموتٌ، ولا طعمَ غير الأسى!
ودمع تحجَّر مثل القُحوفْ[1]!
وروحٌ تُغنِّي، وروح تئنُّ
تجاورتا في الفؤاد الشَّغوفْ!
ونور الحياة يُطيف الغداة …
فيتلوه ليلٌ عظيم السُّدوفْ[2]!
وأمة خير، تُنير الطريق
وتُنجي الغريق، وتَحمي الضعيفْ!
دهتها الدواهي بشرِّ البلايا
ونابت بها نائبات الصروفْ
وأهدتْ إليها يدُ البؤس كأسًا
وقد ملَّأتها الزعافَ المَدوفْ[3]
وأومت إليها، فألقت زمامًا
وولَّت حطامًا بيومٍ سروفْ[4]!
وقومي نيامٌ، ونارُ الجحيم
تؤجِّج أعماقهم والحروفْ!
فما استيقظَ القوم من غفلة
وما راعهم غيرُ صوتٍ عنيفْ!
صراخ الأيامى، بكاءُ اليتامى!
وندب الثواكل، نارٌ شَدوفْ[5]!
وذا شيخُ خير يُنادي بنا
أيا فاستقيموا، وساووا الصفوفْ!
وشدوا جميعًا، فإن الشهادَ
ة … خير المنايا، وربي خَلُوفْ!
فـ"إما ممات يغيظ العدا"
وإما حياة، ونصرٌ طريفْ
فلمَّا تراءى لنا موتُنا
يُحيط بأذقاننا والأُنوفْ!
تولَّى عن الزحف يوم الجهاد
وولى سريعًا، يقول: الظروفْ!