لأنكِ نور
لأنَّكِ نورٌ
فكلُّ الوجودِ بَهيٌّ جَميل
كأنَّ الجِنانَ
أحطْنَ الدُّنا = فصارَتْ جنانًا، وما مِن ذُهول
فذي شَمسُنا قد
أضاءت لَنا = بنورٍ، ودفْءٍ، وظلٍّ ظَليل
تطلُّ علينا
ببَسمةِ ثَغرٍ = كثَغرِكِ، حينَ ابتِسام الأَصيل
وذا الطَّير
يُنشِدُ لحنَ الصَّباحِ = يُغنِّي النَّهارَ، يُناجي الجَليل
وذا الزَّهرُ
يَرقُصُ مِن نَشوةٍ = يُعانِقُ فيها النَّسيمَ العَليل
وذا نهرُ ماءٍ
بهِ غَفوةٌ = مِن اللَّيلِ، ظلَّت به كالثَّميل
أتتْه الحياةُ
فسارَ إليها = يُفتِّح عينًا، وأُخرى تَميل
فضمَّتْهُ
إشراقةٌ للصَّباحِ = فأحيَتْه روحًا جَفاها الخُمول
فسارَ حثيثًا
يُروِّي الحَدائـ = ـق، يَروي الحُقولَ، ويَسقي النَّخيل
وسار يُغنِّي به
نَشوةٌ = ويَسقي الخلائقَ مِن سَلسبيل
******
لأنَّكِ
نور
فكلُّ
الوجودِ بهيٌّ جَميل
كأنَّ صباحيَ غيرُ الصَّباح = وما
الليلُ عِندي كَلَيلِ العَليل
جَمالُ
المَساءِ، إذا كنتِ فيهِ = يَفوقُ صباحَ الحَياةِ الجَميل
فشمسٌ تودِّع
أحبابَها = وتَحتضِنُ الأرضَ قبل الرَّحيل
تُقبِّل رأس
النهار لتَمضي = فيضحَكُ مِنها نَسيم الأَصيل
ويَبكي النَّهار
بـ"شفْقَةِ" حُبٍّ = به نفحةٌ مِن لقاءِ الخَليل
تودِّع شمسُ الأَصيلِ
النَّهارَ = تَقولُ: سأُرسِلُ نِعمَ البَديل
فيُلقي خيوطَ
الوَداعِ المَساءُ = ويَأوي النَّهارُ لخدْرٍ أَثِيل
ويَطلُعُ بَدرٌ
مُنيرٌ وَضيءٌ = جَميلُ المُحيَّا، وما مِن مَثيل
سواكِ، فأنتِ
الضِّياءُ الذي = به أَستَضيء ظلامَ السَّبيل
فأَلقى السلامَ
وحيَّا الأنام = وغنَّى، ونادَى رِفاقَ الثُّمُول
فجاؤُوه يَسعَونَ
مِن كلِّ فجٍّ = فُرادى، وجَمعًا، سِراعَ المَسيل
فنجمٌ يحثُّ المَسيرَ
إليه = ونجمٌ يَطيرُ، فما مِن كَسُول!
وأُخرى تُنادي رِفاقَ
السَّماء = وأُخرى تُغنِّيهمُ كالبَتُول
إلى مَجلِسِ
العشْقِ طارُوا جَميعًا = ونَشوةِ ليلٍ، وفَجرٍ طَويل
فلمَّا أحاطُوا
بهِ خِلتُهم = نَدامى مَليكٍ مَهيبٍ جَليل
ولمَّا رأى العاشِقونَ النُّجومَ = حَداهم إلَيها
فؤادٌ عَجُول
فأقبلتُ أَسعى أحثُّ
الخطى = إلَيكِ، لألقاكِ، لا لَنْ أَميل
فما كانَ ثَمَّ
سِوى لحظَةٍ = أضاءتْ بنُورِكِ، ما مِن أُفُول
فما راعَني غير
طيِّ البِساط = بساطِ السَّماء، وحانَ الرَّحيل!
وأذَّن فجرٌ ففَضَّ
الجُموعَ = فَواهًا لهذا الفُؤادِ الغَليل!
وما راعَني غيرُ
دَمعِ الفِراق = يُسابق خَطْوي، بعَيني يَسيل
وأشرَقَ نورٌ
يُحاكي ضِياكِ = ونورُكِ أَحلى، وهلْ مِن مَثيل؟!