لا ترحلي
جاءت أختي إيمان (أم يوسف) - رحمها
الله – قبل وفاتها بأسبوعين؛ لتجلس في بيت والدها ومهد طفولتها أسبوعًا
تستريح فيه من ألم المرض، لكن مرضها زاد عليها للأسف وازدادت حالتها سوءًا، فقرَّرت
أن ترحَل عن بيتنا لترجع إلى بيتها تُكمل بقية علاجها، فلمَّا أخبرتني بذلك أحسستُ
أنها قذفتْ قلبي بشعلة من لهب؛ لأني كنتُ أشعر بدنوِّ أجلها منها، فإذا بي أكتب إليها:
لا ترحَلي يا بسمةَ الأيامِ ** لا
ترحَلي يا فرحَةَ الأَحلامِ
لا تتَرُكي بيتَ الطُّفولة خاويًا ** لا ترحَلي، وابقَي به بِسَلامِ
لا ترحَلي عن بَيتِنا مَحبُوبتي ** لا تَملئي قَلبي بنارِ ضِرامِ
يا خيرَ أختٍ، يا بهاءً ناضرًا ** يا مفخرَ الآباء والأعمامِ
سُقِّيتِ طهرًا، يا طهارةَ بَيتِنا ** وَرُويتِ وصْلَ الناسِ والأَرحامِ
لا ترحَلي "إيمانُ" إنَّ بقاءَكُم ** في البَيتِ خفَّفَ مِن لَظى آلامي
قَلبي تفتَّتَ مِن عظيم مُصابكم ** وَلَكَمْ صَبرتِ بـ"مَعهدِ الأَورامِ"
وَلَكَمْ أَتاكِ مِن لَهيبِ عِلاجِهِ ** أَلَمٌ مِن الكِيماوِ وَالبرْشامِ
لا تَترُكي قَلبًا كقَلبِ الطِّفلِ عُلْــ ** ـلِقَ أمَّهُ، فَغَدا بِها كَالمُستهامِ
لا تَرحَلي .. لا تَرحَلي، لا تَترُكيـ ** ـني يا أُخيَّةُ حائِرًا بَينَ الأَنامِ
لا تتَرُكي بيتَ الطُّفولة خاويًا ** لا ترحَلي، وابقَي به بِسَلامِ
لا ترحَلي عن بَيتِنا مَحبُوبتي ** لا تَملئي قَلبي بنارِ ضِرامِ
يا خيرَ أختٍ، يا بهاءً ناضرًا ** يا مفخرَ الآباء والأعمامِ
سُقِّيتِ طهرًا، يا طهارةَ بَيتِنا ** وَرُويتِ وصْلَ الناسِ والأَرحامِ
لا ترحَلي "إيمانُ" إنَّ بقاءَكُم ** في البَيتِ خفَّفَ مِن لَظى آلامي
قَلبي تفتَّتَ مِن عظيم مُصابكم ** وَلَكَمْ صَبرتِ بـ"مَعهدِ الأَورامِ"
وَلَكَمْ أَتاكِ مِن لَهيبِ عِلاجِهِ ** أَلَمٌ مِن الكِيماوِ وَالبرْشامِ
لا تَترُكي قَلبًا كقَلبِ الطِّفلِ عُلْــ ** ـلِقَ أمَّهُ، فَغَدا بِها كَالمُستهامِ
لا تَرحَلي .. لا تَرحَلي، لا تَترُكيـ ** ـني يا أُخيَّةُ حائِرًا بَينَ الأَنامِ
رحمة الله عليها ورضوانه