مؤتمر الشباب*
جمْعَ الكِرام تحيَّتي وسَلامي = طابَ المساءُ بخِيرةِ الأقوامِ
ولكم دعاءٌ مِن فؤادي خالصٌ = باليُسرِ، بالتَّوفيقِ، بالإلهامِ
قد كنتُ أشعُرُ بالظَّلامِ يَحوطني = لكنَّكم نور السبيل أمامِي
قد كدتُ أيئسُ مِن صَلاحِ بلادِنا = فتبدَّدتْ بجُموعِكم أَوهامِي
قد أذَّنَ الفجْرُ السَّعيدُ بقريةٍ = عاشتْ سنينَ الجَهلِ والإظلامِ
والضَّوءُ يَنسُجُ خيطَه مُتلألئًا = لكأنَّه نسجٌ مِن الأَحلامِ
والجَمعُ – يا جمْعَ الكِرامِ – جميعُكم = أملٌ لنا في النُّورِ بعد ظلامِ
فتشمَّروا للمجد، مجْدِ بلادِكم = كي تَستعيدوا سالفَ الأيامِ
أيامِ "قصْرِ الوَردِ"**، والنُّزهِ التي = كانت مَثار الفخرِ والإِعظامِ
كانتْ جِنانٌ، لا أراها اليومَ، سَو = فَ نُعيدُها بمَشيئة العلَّامِ
يا أيُّها الساعُون للعَلياء، لن = نرقى العُلى إلا بفكرٍ سامِي
إن أنتمُ حقًّا أردتُم نهضةً = تَرفعكُمُ لمَواطنِ الأَعلامِ
فلتجعَلوا التعليمَ خيرَ بدايةٍ = في السعْي – بالإخلاصِ – والإقدامِ
فالعلمُ مِفتاحُ المفاخرِ كلِّها = وبهِ جلاءُ الحقِّ للأفهامِ
والعلم نورٌ، للعُقولِ سلامةٌ = مثل العِلاج لصحَّة الأجسامِ
ثمَّ اعتنُوا بالفرد جسمًا سالمًا = مِن غيلة الأَوجاع والآلامِ
والحُمياتُ***، تُرى تعود كعَهدِها = مشفى مِن الأمراضِ والأسقامِ؟!
يا كلَّ مَن يَسعى لنفْع بلادِه = بالمالِ أو بنَفائس الأيامِ
أبشرْ بفَضلِ الله، واجهدْ، واحتَسِب = فقد اصطَفاكَ اللهُ بالإكرامِ
وتوحَّدوا يا قومِ، لا تَتنازعوا = أمْرُ الإلهِ، وشِرعةُ الإسلامِ
ولتُخلِصُوا لله كلَّ جهادِكم = يَجزيكمُ باللطْفِ والإنعامِ
الهوامش:
* ألقيت في مؤتمر رابطة الشباب الذي عُقد في قريتي للنهوض بها وإصلاح أوضاعها المتردية.
** كانت قريتنا مشهورة أيام دولة المماليك بقصر الورد الذي كان متنزهًا لأمرائهم.
*** مستشفى حميات الخرقانية الذي أُغلق منذ عدة سنوات، وحاول الشباب إعادة الحياة إليه بعد الثورة، لكن هذه المحاولات باءت كلها الفشل.
** كانت قريتنا مشهورة أيام دولة المماليك بقصر الورد الذي كان متنزهًا لأمرائهم.
*** مستشفى حميات الخرقانية الذي أُغلق منذ عدة سنوات، وحاول الشباب إعادة الحياة إليه بعد الثورة، لكن هذه المحاولات باءت كلها الفشل.