مرض أبي! أبي قد مرضْتَ ففاضتْ عُيون = بدمعٍ سخيٍّ، وشجْوٍ حَزين وقلبي تفزَّعَ بينَ الضلوعِ = يَخافُ عليكَ رُيوبَ المَنون ونفسي تَمزَّقُ في كل حين = لقولك: آهٍ .. صُداعٌ حَرُون وسؤلِكَ: أينَ الطبيبُ المُداوي؟ = وأين الدواءُ، وأين السكون؟! أتانا الطبيبُ يبثُّ الأماني = ويَرجو الشفاءَ، ويدعو المُعين رأى ضغطَه قد تخطَّى المَدى = وقاربَ - يا لَلعذابِ – المئين أبي قد مرضْتَ فحلَّت هُمومي = وحلَّ السُّهادُ، ووخْزُ الظُّنون وحلَّ السقامُ بجسمي ورُوحي = ومَن يستحقُّ سواكَ الشُّجون؟! لأنتَ العطوفُ علينا صِغارًا = ونعم المربِّي، ونعم الأمين! غرستَ حميدَ الخِصال بوُلْدٍ = وصنْتَ البناتِ، وصنْتَ البَنين وربَّيتَنا بالتُّقى والعفافِ = وعلَّمتنا بالهُدى واليَقين أبي قد بلغْتَ الثمانينَ عامًا = تُكافحُ فيها بلاء السِّنين صبرتَ لضرٍّ وداءٍ ألمَّ = وأنتَ الصَّبور لكرْبٍ مَكين فيا حكمةً قد تجلَّت لنا = وقاكَ الإله الأذى والحُزون!