-->
موقع محمود العيسوي موقع محمود العيسوي
random

مواضيع تهمك

random
random
جاري التحميل ...
random

عرض سريع لكتاب: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا



عرض سريع لكتاب:

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا

لأبي فهر محمود محمد شاكر

رحمه الله


قبل البدء..

كلمة عن المؤلف:

محمود محمد شاكر، ولد في الإسكندرية، مصر عام 1327هـ / 1909م.

 تلقَّى تعليمه الأساسي في القاهرة، ثم التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة المصرية، واستمر بها إلى السنة الثانية، بيد أنه ترك الدراسة لخلاف شديد نشب بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين، حول منهج دراسة الشعر الجاهلي.

تفرغ منذ عام 1925م للتأليف والتحقيق ونشر النصوص، فأخرج جملة من أمهات الكتب العربية؛ مثل: "تفسير الطبري"، و"طبقات فحول الشعراء"؛ لمحمد بن سلام الجمحي، و"جمهرة نسب قريش"؛ للزبير بن بكار.

 شارك في إخراج الوحشيات لأبي تمام، وشرح أشعار الهذليين، كما ألف كتابه الشهير "أباطيل وأسمار"، وأعاد طبع كتابه عن المتنبي.

 في عام 1957م أسس مع آخرين مكتبة دار العروبة لنشر كنوز الشعر العربي ونوادر التراث، وكتب بعض المفكرين.
وأصبح بيتُه مقصدَ أجيال من دارسي التراث العربي والمعنيين بالثقافة الإسلامية من مختلف أرجاء العالمينِ العربي والإسلامي.

 اختير عضوًا مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضوًا في مجمع اللغة العربية في القاهرة.

 مُنح جائزة الدولة التقديرية في الآداب من الحكومة المصرية عام 1981م.

 وإذا كان مؤلفاه القيمان: "المتنبي"، و"أباطيل وأسمار" في طليعة مؤلفاته، فإن ما حققه من الكتب لا يقل أهمية، ومنها: "فضل العطاء على العسر"، و"إمتاع الأسماع"؛ لتقي الدين المقريزي، و"المكافأة وحسن العقبى"؛ لأحمد بن يوسف الداية الكاتب، و"جامع البيان عن تأويل آي القرآن"؛ للإمام الطبري، وغيرها.

 حصل على جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1404هـ / 1984م، وكان موضوع الجائزة: الدراسات التي تناولت الأدب العربي في القرن الرابع الهجري.

• انتقل إلى رحمة الله تعالى في 4 ربيع الآخر 1418هـ الموافق 7 آب / أغسطس 1997م.

بعض ما كتب عنه:

 شيخ العربية وحامل لوائها أبو فهر محمود محمد شاكر بين الدرس الأدبي والتحقيق؛ لمحمود إبراهيم الرضواني، وقد طبعته دار الخانجي في حياة الشيخ رحمه الله عام 1415هـ.

 محمود محمد شاكر الرجل والمنهج؛ لحسن القيَّام.

 شاهدة ربع قرن؛ لعايدة الشريف، فيه فصل خاص بأبي فهر، والكتاب طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 وهناك كتاب طبعته دار الخانجي بعنوان (دراسات عربية وإسلامية) مهداة للأستاذ محمود شاكر بمناسبة بلوغه السبعين شارك في كتابة هذه البحوث والمقالات عدد من طلاب الشيخ ومحبيه.

تمهيد


الحمد لله خلق الإنسان، علمه البيان، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، فكان أفصح الناطقين لغة، وأبلغهم بيانًا، وأحسنهم لفظًا، وعلى أبويه الكريمين إبراهيم وإسماعيل، وعلى صحابته وآل بيته ومن تبعهم وسلك سبيلهم.

وبعد،
فهذا عرض سريع لكتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا الذي كتبه الأستاذ البارع، والأديب اللامع: محمود محمد شاكر رحمة الله عليه، وهو كتاب فريد في بابه، كان مؤلفه فيه واضحًا كل الوضوح من أول كلمة خطتها يده، أنه يرتدي زيَّ المدافع عن لغة قومه وتراثهم، رافضًا كل المناهج السائدة يومئذٍ، وكان صريحًا كل  الصراحة أنه سيسير بقارئ كتابه في طريق مليء بالمصاعب والمتاعب، ولكن لا ضير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((ألاَ لا يمنعَنَّ رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحقٍّ إذا علمه)).

قصة الرسالة..

ولقد كُتِبَتْ هذه الرسالة في عام 1978 مقدمة وتمهيدًا لكتاب "المتنبي"، هذا الكتاب الذي كتبه أبو فهر في يناير عام 1936 احتفالاً من جريدة المقتطف بمرور 1000 عامٍ على وفاة أبي الطيب المتنبي، وكان قد أحدث (كتاب المتنبي) دويًّا عظيمًا في ميدان الثقافة والأدب حينها، وكان الكتاب "خاليًا من كلِّ إبانةٍ عن هذا المنهج أو إشارةٍ إليه، فكانَ صدورُه يومئذٍ مفاجأةً وجَّهتْ أنظار الأدباء جميعًا في كلِّ بلدٍ ينطقُ اللسان العربيَّ، إلى اسمٍ مجهولٍ، وكاتبٍ مغمورٍ، وأصبح في خَفْقةٍ كخَفْقةِ البرق اسمًا مشهورًا عندهم وكاتبًا مذكورًا.

وكان كتابًا فيه ترجمةٌ للمتنبي، مكتوبًا على مَنْهجٍ وجدُوه فريدًا متميِّزًا، مباينًا مدَبُّه كلَّ المباينةِ، لجميع المناهج الأدبية المختلفة المألوفة، والتي كانت تغمر ساحة الأدب، ولا تزال تغمرها مع الأسف، وهذا أمرٌ تستطيع أن تستوثقَ من صِحَّته بالنظر في كلِّ ما كتَب الكاتبون عن الشِّعر والشعراء وغير الشعراء قبلَ هذا الكتابِ، كانُوا يُحِسُّون إحساسًا خفيًّا بهذه المباينة الظاهرة، وقد عبَّر عن هذا الإحساس الخفيِّ أقران الكاتب وأساتذته وشيوخه الكبار، معارضين أو مثنين، كلٌّ عبَّر بطريقته وأسلوبه عن هذا الإحساس الخفيِّ، بكلام مكتوب، أو حديث جرى بينه وبينهم.

ولأن هذا الكتاب صدر خلوًا من مقدِّمة تتحدَّث عن المنهج الذي بنى عليه ترجمته للمتنبِّي، فقد كان ما لا بدَّ أن يكون".

ظهر كتاب "المتنبي" مجرَّدًا من مقدمة تبين منهج الكتاب أو طريقته، وأحدَثَ ما أحدثه من دويٍّ عاصف، ومع تطاول الزمن ومرور الوقت، وهدوء العاصفة، كان لزامًا على كاتب "المتنبي" أن يقدم لكِتابه مقدمة تعرِّف بمنهجه، فكانت هذه الرسالة التي كتبها وهو مُريدٌ الكشف عن جذور الصراع التي أدت هزيمتنا فيه، وضعفنا أمام الخصم العنيد إلى فساد حياتنا الأدبية والسياسية والاجتماعية والدينية، وما نشأ فيها من المناهج التي كانت - ولا تزال - تسود الحياة الأدبية والثقافية، فرفضها رفضًا قاطعًا، ثم اختار لنفسه منهجًا كان كتابه المتنبي تطبيقًا له على وجه من الوجوه.

هذا، وقد استوفى المؤلف في رسالته مطلبه من النُّصح والتبيين والإيضاح لمنهجه الفريد، الذي اختطه لنفسه وسار عليه في مؤلَّفه هذا وسائر مؤلفاته وتحقيقاته.

عرض مختصر لموضوعات الكتاب الرئيسية:

ركَّز الكاتب في هذه الرسالة على مجموعة من الموضوعات، من أهمها:
 كيف كانت رحلته إلى منهج التذوق، ثم كلام عن هذا المنهج، وبيان مخالفته للمناهج السائدة.

 بيان أن ما يفعله المستشرقون لا يمتُّ للمنهج بصلة؛ وذلك لأن لغتهم مباينة كل المباينة للغتنا، وكذلك ثقافتهم مختلفة عن ثقافتنا، ودينهم مغاير لديننا، وهذه كلها أدوات ما قبل المنهج، ثم داء المستشرقين العضال الذي لا يستطيع أكثرهم الشفاء منه؛ أعني: داءَ الأهواء، فأكثرهم متبع لهواه، غير باحث عن الحق،  ثم إن أكثر ما كتبه المستشرقون إنما كتبوه لبني قومهم، سواء كانوا من العامة الذين كتبوا لهم لتبشيع صورة الإسلام وأهله في عيونهم، ووصم نبيِّه صلى الله عليه وسلم بالنقائص؛ حتى لا يدخلوا في دين الإسلام أفواجًا كما دخلت الكثير من الأمم الأخرى، أو كانوا يكتبون لخاصتهم من الساسة؛ ليطلعوهم على ما عند المسلمين من العلوم والكنوز والذخائر من أجل السطو على هذه الكنوز في معركة الاستعمار، أو إلى علمائهم؛ ليبينوا لهم كيف يواجهون هؤلاء المسلمين في معركة شديدة الخطورة، لا تزال ممتدة بين أرجاء العالم الإسلامي إلى يومنا هذا، ألا وهي معركة التبشير.

 الصراع بين المسيحية والإسلام في صوره المختلفة؛ بدءًا من الحروب الصليبية التي أخفقت وفشِلت فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافها، مرورًا بفتح القسطنطينية، وكيف كان وقع هذا الخبر على أوربا، ثم معركة الاستشراق وكيف كانت، وكيف جنت ثمرتها بإخراج طائفة من المستعمرين والمبشرين.

 نهضة ديار الإسلام، والخمسة الكبار (البغدادي، والجبرتي الكبير، ومحمد بن عبدالوهاب، والمرتضى الزبيدي، والإمام الشوكاني) كيف كانت؟ وكيف أبيدت هذه النهضة؟

 أول ثمار شجرة الحنظل الخبيثة: الحملة الفرنسية وما ارتكبته في مصر من الفظائع، ومهزلة ترويض المشايخ الكبار، وكيف سرق المستشرقون كنوز تراثنا أثناء خروجهم من مصر منكَّسي الرؤوس.

 ثمن الغفلة: محمد علي ودوره في إجهاض دور المشايخ بعد غدره بهم، ومحاربته لنهضة ابن عبدالوهاب، ثم طامة الطوامِّ بإجهاض دور الأزهر في الحياة.

 فكرة البعثات وخطورتها، ودور رفاعة الطهطاوي في بلبلة الثقافة، وإنشاء مدرسة الألسن.

 الاحتلال الإنجليزي لمصر، ووضع التعليم في قبضة "دنلوب"، ثم ما قام به "دنلوب" من تدمير شامل للتعليم في مصر.

منهج المؤلف:

اتبع المؤلف طريق السرد في كتابة رسالته؛ فبدأ الرسالة بسرد قصته هو وكيف اهتدى إلى المنهج الذي اتبعه في سائر مؤلفاته.

ولم يقسم الكاتب كتابه إلى أبواب وفصول - كما يفعل سائر المؤلفين - بل أخذ يتحدث إلى قارئه حديثًا متسلسًا معتمدًا على تقسيم الرسالة إلى فقرات، وترقيم هذه الفقرات، فوقع الكتاب في 24 فقرة، ثم ختم الرسالة بتذييل، ذكر فيه شهادته على فساد أدب عصره وثقافته، ثم استدل بشهادة واحد من الأساتذة الكبار - أيضًا - على فساد الحياة الثقافية والأدبية، وذلك الرجل هو الأستاذ الدكتور طه حسين.

وختامًا:

وبعد هذا العرض السريع لأهم موضوعات الكتاب، يُرى أن الكاتب قد أبان عن نفسه ومنهجه غاية الإبانة، وأن الكتاب على صغر حجمه، وعلى أنه في الأصل مقدمة لكتاب، قد سلط الضوء على فترة طويلة من تاريخ أمتنا الإسلامية، لا بغرض التأريخ، بل لتناول أصول هذه الغفلة وجذورها التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.

هذا، وإن كان الكتاب لم يفصل كل شيء إلا أنه لفت الأنظار إلى منهج جديد غير مألوف، هو منهج "التذوق"، وهو منهج مباين كثيرًا للمناهج الحديثة التي وضع أسس الكثير منها "المستشرقون"، هذه الطائفة التي لا تتوافر في أكثرها شروط ما قبل المنهج؛ وذلك بسبب اختلافهم عنا في اللغة والدين والتاريخ، وثقافتهم غير ثقافتنا، ثم هم قد دخلوا ميدان الثقافة العربية لأهداف محددة عندهم، وقد غلبت على الكثير منهم الأهواء، وصرفتهم وأعمتهم عن طلب الحق.

وهذا الموضوع "الاستشراق" كان - ولا يزال - موضوع بحث متشعب، كُتبت فيه الكثير من الكتب والمقالات، ولكن تبقى بصمة أبي فهر - رحمه الله - واضحة في جُلِّ ما كتب بعده، فلا تكاد ترى مؤلفًا عن "الاستشراق" إلا وهذه الرسالة أحد مراجعه.

ألا رحم الله أبا فهر وغفر له، وجعل ما كتبه في ميزان حسناته.

هذا، والحمد لله أولاً وآخرًا، ظاهرًا وباطنًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
لقراءة نسخة من الكتاب بصيغة (PDF) اضغط هنا

التعليقات



عن الموقع

موقع محمود العيسوي: موقع إلكتروني ثقافي شامل.

إحصائيات الموقع

شبكة الألوكة

زيارة شبكة الألوكة

جميع الحقوق محفوظة

موقع محمود العيسوي

2019


تطوير

ahmed shapaan