طال الغياب
بعد عام من رحيل أختي إيمان
رحمة الله عليها
رحمة الله عليها
طال الغياب حبيبتي
طال الغياب
والعين أدمعها الفراق
والقلب أحرقه اشتياق
والروح تنزف دمعها
إذ لا لقاء ولا إياب!
**
طال الغياب،
وغاب عنا وجهك الوضاء
من نور الكتاب!
**
عام مضى!
أنا لستُ أدري يا أخية
كيف كان العام
من بعد الذهاب!
بل مذ رحلتِ
لم تشرق الشمس الجميلة
- مثل عهدك - مرةً!
والصبح كالليل البهيم يظلنا!
لا فرق عندي
بين نور الشمس أو لون الضباب!
**
عام مضى!
والعمر يمضي بين ذكرى الحزن
أو دمع انتحاب!
**
لا تحسبي أني نسيتكِ
يا جميلة بيتنا
ما زلتُ أسمع همس صوتك
ما زلتُ أبصر حسن سمتك
ما زال دفءُ حنانك الفيَّاضِ
يغمرنا كقلبك
بعد عام من غياب!
***
ما زلتُ أذكر يوم وداعك المحزون
والرُّوح تذهبُ منك إذ حان المنون
لم تغنكِ الآهات
والدمع المحرِّق للجفون
ونداؤنا المخنوق "يا إيمان"
يذهب بين طيات السكون
وبكاؤنا... حان الوداع بلا ارتياب!
***
ما زلت أذكر مشهد التوديع يغتال الحياةْ
وبكاء والدكِ عليكِ لدى الممات
ونداء أمكِ بيننا
"إيمان يا ست البنات"
وعصام[1]
يبكي جنةً
فيها ظلال وارفات!
ما زلتُ أذكر كل شيء
لم أنسَ شيئًا مطلقًا
لكنها ذكرى تمزق مهجتي
مثل الحراب!
***
ما زلتُ أذكر حتى ابتسامك للملك!
ما أجملك!
جاء الملائك يرفعونك
من سفوح الكرب
من ضيق الحلك...
وبشيرهم قبل استلال الروح
كان يبشِّرك
أسلمتِ روحك بالتبسم والرضى
أسلمتها مرضيةً
أسلمتها ورحلتِ...
في هدوء وانسياب!
***
عام مضى؟!
يا لهفتي!
أوَمرَّ عامٌ لا لقاء ولا عتاب؟!
***
ما زال ذكرك حاضرًا
في كل شيء ها هنا
رغم الفراقِ!
ما زلتُ رغم العام أنتظر التلاقي
سيظل ذكركِ بيننا
إن مر حتى ألف عام!
سيظل ذكركِ دائمًا
حتى وإن نفد الكلام
سيظل يبكيكِ القصيدُ أخيتي
حتى أوارى في التراب
***